التواصل مع الطفل: إقامة تواصل مع الطفل وهو في رحم أمه
هل يمكن التفاعل مع الطفل حتى قبل نمو أنفه؟ لا، أنتِ لست تحلمين. فبالفعل يمكنك إقامة علاقة تواصل مع الطفل وهو في رحم أمه حتى قبل الولادة. لمحة موجزة عن الوسائل المختلفة التي يجب اتباعها لإقامة علاقة تواصل مع الطفل.
اتبعي ثقافة التفكير الهادئ أو ما يُسمى بثقافة الـ “زِن”!
يعد التأمل، وعلم السوفرولوجيا، أو مجرد قضاء بعض الوقت في المنزل لمدة 5 دقائق، من الممارسات العظيمة لتعلم الاسترخاء والتنفس والتواصل مع النفس. وخلاصة القول، فإن ذلك يمثل إعدادًا مثاليًا للولادة. وكذلك، فهي تُعد أفضل الوسائل لإقامة لحظة خاصة مع الطفل. فسوف تمنحك هذه اللحظات شعورًا بالراحة والاسترخاء، وتعطيكِ مشاعر حقيقية للمشاركة. لا تترددي في دعوة الأب لمشاركتكم هذه المشاعر.
وماذا لو كان هناك نقاش؟
يبدأ الطفل في إدراك الأصوات الخارجية منذ الشهر الخامس من الحمل. سيكون صوتك هو أفضل ما يتم إدراكه من أصوات، وذلك لأنه مُخفَّف قليلاً بسبب التوصيل المشترك للعظام والأنسجة بينكما. كل الأمور تبدو مهيأة لكِ تمامًا للتحدث معه. يمكنك أن تطمئني زوجك، فسوف يسمع الطفل صوته أيضًا. وبالطبع، لا يمكنكِ توقع إجراء مناقشات فلسفية عميقة … فالفكرة تتمثل ببساطة في أن نتعلم أن الأمر يستغرق معه بعض الوقت. احكي له عن أسرارك، وصِفي له ما يحيط بك، وأخبريه عن وصوله في المستقبل، ونفاد صبرك في انتظار قدومه … باختصار، كل ما ترغبين فيه. وحينها، ستبدو فترة التسعة أشهر الخاصة بالحمل أقل طولاً.
إن هذه الممارسة لديها ميزة تعلم أن تتعرفوا على بعضكم البعض قبل أن تتلاقوا جسديًا. إنه ذلك التطور الذي من خلاله يشعر الطفل بالانتماء إلى الأسرة.
نقطة شديدة الأهمية: كيف يدرك الطفل محاولات التواصل الخاصة بك؟
ربما تتساءلين عن كيفية إدراك الطفل لما يحيط به. اكتشفي المراحل الرئيسية لتطوره، تلك المراحل التي تعزز التفاعل المحتمل …
– في الشهر الثاني: يبدأ الطفل في التحرك ولكن من غير المحتمل أن تكتشفي ذلك، ما زال الوقت مبكرًا للتواصل …
– في الشهر الثالث: يجب أن تشعري هذه المرة بوجوده: إنه إحساس الفراشة في البطن، والفقاعات الصغيرة … الطفل يؤكد وجوده وسيعلن عن نفسه أكثر فأكثر على مدار الأشهر التالية.
– في الشهر الرابع: الطفل لا يسمع حتى الآن، على الرغم من تشكيل أذنيه بالفعل. فضلاً عن ذلك، يبدأ الطفل في تمييز الضوء الفارغ من خلال بطنك.
– في الشهر الخامس: يصبح الطفل حساسًا للضوضاء الخارجية: لقد حان الوقت لبدء المناقشة، بصوت منخفض أو في شكل أغنية.
– في الشهر السابع: تم اكتمال نمو نظامه السمعي بالكامل، لدرجة أنه يمكنه حفظ الأصوات وإدراك المشاعر.
سماع الموسيقى ونفاذها من خلال الجلد
لم يصبح الطفل مبدعًا بعد، ولذا استمتعي بالموسيقي واختاري ما يحلو لكِ. فكلما استمتعت باللحن، زادت متعته بالشعور بالراحة، وسوف تعرفين ذلك بطريقتك الخاصة: لمس الكوع لجدار البطن والركل،…
إذا كنت تشعرين بالرغبة في الاستمتاع بمقطع صغير من أغنية، فجربي الانغماس في الغناء قبل الولادة أو الغناء المنفرد أو الثنائي مع والد الطفل في المنزل. بالإضافة إلى كونه تحضيرًا ممتازًا للولادة، سوف يساعد ذلك على تهدئة الطفل بسهولة أكبر عند الولادة وذلك عند سماعه لهذه الأغاني نفسها في لحظة الولادة.
هل الأم دائمًا ما تكون في عجلة من أمرها؟ أليس لديكِ الوقت للاستماع إلى الموسيقى أو الغناء خلال النهار؟ استخدمي عُقد الحمل. إنه عُقد طويل تضعينه على بطنك ينتج عنه صوت خفيف. كما أن لهذا العُقد مزايا مهدئة للطفل.
رأي الخبراء: فوائد الغناء قبل الولادة
يتيح الغناء قبل الولادة للجنين إدراك ترددات صوتية معينة، مثل الأصوات الجهيرة. بالإضافة إلى كونه وسيلة اتصال مسلية لك ولوالده، فسوف يسمح الغناء بتحديد الأجزاء المختلفة من جسمك مثل الحوض والبطن أو الحجاب الحاجز، مما يجعله إعدادًا ممتازًا للحظة الولادة. سوف تتعلمين من خلاله الاسترخاء والتحكم في أنفاسك. وجدير بالذكر أن جلسات الغناء هذه ليست كافية، بل يجب أن تُقترن بتفسيرات عملية حول الولادة.
الغناء قبل الولادة بإيجاز …
من أجل من يكون هذا الغناء؟ إن جميع الأمهات والآباء في المستقبل ينجذبون إلى الغناء ويرغبون في اكتشاف هذه الممارسة.
عن طريق من يكون هذا الغناء؟ القابلات ومدرس الغناء المدربين أو في المنزل
متى؟ بمجرد أن يصبح الطفل حساسًا للأصوات الخارجية، بدءًا من الشهر الخامس، وبلا حدود.
ما المزايا؟ إنها لحظة حقيقية يمكن مشاركتها مع الطفل والأب.
وما العيوب؟ يجب أن تُستكمل جلسات الغناء بإعداد حقيقي للولادة. تُعد هذه الجلسات تكميلية.
دعوة لممارسة حاسة اللمس
ممارسة الملامسة، ذلك النشاط الذي يمكن ممارسته بمفردك أو مع الأب. إنه ينطوي على التواصل مع الطفل عن طريق اللمس والتدليل والصوت. فمن خلال ممارسة ضغطة خفيفة على بطنك، أنت تدعو الطفل للرد عليكِ. يسمح هذا “الاجتماع” الأول للوالدين بالانفتاح على الأبوة وانتظار يوم وصوله في الأسرة.
ZOOM : Atelier haptonomie à la maison
يتم ممارسة الملامسة كذلك خلال إجراء ورشة العمل، مع الطبيب أو القابلة، وكذلك في المنزل، في جو هادئ، وحدكِ أو مع الأب. إليكِ بعض الأمثلة على الحركات التي يجب القيام بها في المنزل …
الحركات الثنائية: تستلقي الأم، ويجلس الأب إلى جانبها، على حمام السباحة. يضع الأب يديه على جانبي بطن الأم وينقلهما، في نفس الوقت، من اليمين إلى اليسار، ببطء ويضغط ببطء.
سوف يشعر الطفل بهذه الحركات، وقد يستجيب من خلال إصدار ضربات خفيفة. تحلي بالصبر، فمن الضروري المثابرة للحصول على نتيجة جيدة.
في حالة الانقباضات المؤلمة أو توتر الأم، يتم دعوة الأب إلى تدليك جسم الأم.
تستلقي الأم، ويبدأ الأب بتدليك إحدى ساقيها، بدءًا من الفخذ، ذهابًا وإيابًا من اليسار إلى اليمين، وحتى الوصول إلى أسفل الساق. يجب أن تكون الحركات لطيفة وبطيئة. عندها، يتم الانتقال بشكل سلس إلى تدليك القدمين، ثم يصل الأب إلى الفخذ عن طريق إجراء نفس الخطوات السابقة.
الحركات المنفردة: تستلقي الأم، وتضع إحدى يديها أسفل بطنها، وتضع اليد الأخرى فوقها. من خلال ممارسة ضغطات خفيفة، تجلب الأم يديها لأعلى بلطف. وبوصولها لأعلى، ترفع الأم يديها للعودة إلى نقطة البداية، ثم تبدأ العملية مرة أخرى.
إنها حركة تطمئن الطفل وتهدئه وتدعوه إلى العودة إلى الرحم إذا كان وضعه منخفضًا جدًا.
يمكن الاستمرار في ممارسة الملامسة بعد ولادة الطفل، وحتى المشي (الملامسة فيما بعد الولادة). إن ممارسة عملية الملامسة هذه يساعد الطفل على إدراك نقاط الدعم لديه ويعزز من الروابط العاطفية لديه.
ممارسة الملامسة بإيجاز…
من أجل من؟ جميع الأمهات والآباء في المستقبل الذين تجذبهم هذه الممارسة ويرغبون في اكتشافها.
من خلال من؟ من قبل شخص محترف أو قابلة، أو في المنزل، بشكل منفرد أو ثنائي مع الأب.
متى؟ منذ بداية الشهر الثالث من الحمل، البدء بسرعة سيتيح لكِ الشعور بالطفل قبل ذلك بكثير.
ما الفوائد؟ تأثير نفسي وعاطفي جيد على الطفل إذا استمرت الجلسات بعد الولادة.
وما العيوب؟ يجب أن تُستكمل الجلسات بإعداد حقيقي للولادة. تُعد هذه الجلسات تكميلية.