فك رموز أسباب بكاء الطفل
كونها الوسيلة الوحيدة للتعبير، غالبًا ما يكون البكاء جزءًا من حياة طفلك اليومية ومن حياتك أنت أيضًا خلال الأشهر الأولى من حياته. الجوع أو المغص أو الشعور بالألم … كلها أسباب يتم التذرع بها غالبًا، ويصعب تحديدها أحيانًا. إليكِ الدليل المختصر لفك رموز صرخات الطفل والشعور بالاضطراب.
صرخات يتم إصدارها كنوع من التواصل
لا يستطيع الطفل الحديث بعد، وهناك خيار وحيد إذًا للتعبير عن نفسه: الصراخ. ليس هناك فائدة من الإصابة بالذعر بلا داعٍ حيال هذا السلوك، إنه أمر طبيعي تمامًا.
من خلال البكاء، ينادي الطفل عليكِ ويجعلك تأتين إليه. إنه يعبر عن طلب ويتوقع الإجابة منك. وفي كثير من الأحيان يتعلق الأمر بطلب العناق والتدليل، وأحيانًا يشعر بالجوع، وأحيانًا أخرى يشعر بعدم الراحة … تساؤلات كثيرة ومختلفة يتم طرحها من يوم إلى آخر. كوني منتبهة واجعليه يشعر دائمًا بحنانك ولطفك معه.
آراء الخبراء: كيف يمكن تحفيز التواصل مع طفلك أثناء البكاء؟
توجهي مباشرة إلى طفلك مع جذب انتباهه، وركِّزي على نظرته بشكل خاص. يمكنكِ أن تسأليه عن سبب ضيقه ولماذا هو يبكي، وذلك من خلال طرح أسئلة بسيطة عليه. وبالتالي، سيكون أكثر إدراكًا ووعيًا بمشاعره.
ولإظهار النموذج الجيد أمامه، لا تترددي في مشاركته مشاعره الخاصة.
كوني صبورة حتى لا تضغطي بشكل أكبر على طفلك. وفي القريب سوف تفهمين بشكل أفضل أسباب بكائه.
عندما يكون البكاء ملازمًا للألم
هل يُعد البكاء بمثابة حاجة بسيطة لجذب الانتباه أو بوجود اضطرابات في الجهاز الهضمي؟ إنه حكم صعب التحديد ببساطة من خلال البكاء. ومن أجل إرشادك، ينطوي بكاء الطفل على بعض القرائن التي نبحث عن تفسير لها من هنا وهناك …
- المغص المعوي القولوني
إذا كان الطفل يبكى أثناء الرضاعة الطبيعية، فمن المحتمل أنه يعاني من “مغص معوي قولوني”.
فعندما يرضع ثدي أمه بسرعة كبيرة، يبتلع الكثير من الحليب ولا يأخذ الوقت الكافي لإخلاء الهواء في شكل تجشؤ. وتتفاجأ الأمعاء الدقيقة بهذه الكمية وتتقلص بقوة، ومن هنا تأتي آلام المعدة والحاجة إلى التبرز. يشعر الطفل بهذا الانزعاج والضيق ويواجه صعوبة في الانتهاء من تناول وجبته.
ولمساعدته، أعطيه أفضلية الخلود إلى الراحة.
– إذا كان الطفل يتغذى على حليب زجاجة الإرضاع، فخذي قسطًا من الراحة، ثم حاولي تسخين الحليب وفك رباط الحفاضة.
– إذا كان الطفل يرضع مباشرة من الثدي، فاتركي الكمية المسالة الأولى من الحليب تتدفق قبل المتابعة، وللعلم فإن هذه الكمية المسالة من الحليب عادة ما تكون أكثر من اللازم.
إذا كنتِ في شك، فاستشيري طبيب الأطفال لديكِ.
- الارتجاع المعدي المريئي
يظهر “الارتجاع المعدي المريئي” في شكل ارتجاعات مرئية، وإذا لم يصعد السائل إلى الفم، فستكون هذه الارتجاعات غير مرئية.
ولتهدئة الطفل والتخفيف من بكائه، يجب ألا تكون زجاجة الإرضاع أو الرضَّاعة كبيرة جدًا، كما يجب أن تتخلل الرضاعة فترات راحة لتسهيل عملية التجشؤ. وكذلك، ضعي في اعتبارك فك رباط الحفَّاض وألبسيه ملابس فضفاضة.
إذا تمت تغذيته من خلال زجاجة الإرضاع، فاسألي طبيب الأطفال لديكِ عن الحليب الكثيف أو المضاد للقيء.
- سوء هضم اللاكتوز
يظهر سوء هضم اللاكتوز بين 20 إلى 30 دقيقة بعد الرضاعة من خلال وجود الأرداف الحمراء أو الغاز أو البراز السائل والحامضي. اتصلي بطبيبك لوصف حليب جديد منخفض اللاكتوز للطفل.
بكاء الطفل مساءً: هل من الممكن التغلب على هذه المرحلة؟
نظيف، وشبعان، ومدلَّل … حتى الآن لا شيء يِبدي نفعًا، ليس هناك ما يوقف الطفل عن البكاء في وقت النوم.
تتراوح فترة البكاء المسائية عمومًا بين الساعة السادسة مساءً و منتصف الليل، ويمكن أن يستمر البكاء لمدة 3 ساعات متواصلة، وتبدأ هذه الظاهرة في الحدوث وتستمر حوالي 3 أسابيع، وتصل إلى أقصى حد لها لحوالي 6 أسابيع، وسوف تنخفض في غضون حوالي 3-4 أشهر.
قد تبدو العلامات مثيرة للإعجاب: الطفل ملتوٍ على نفسه، ووجهه أحمر، وقبضتا اليدين مشدودتان، وجبينه مقطوب، ومنتفخ … وحيال هذا كله أنتِ تشعرين بالجهل بالسبب وراء ذلك. يُعد بكاء المساء فسيولوجيًا، وفي انتظار أن يتم الطفل عمر 3 إلى 4 أشهر تقريبًا كي يقل البكاء، حاولي احتضانه وتدليله لتهدئته: حمل الطفل، احتضانه ومداعبته، أرجحته، الغناء له، إلخ … جرِّبي كل هذه الأمور. قومي بالتبديل بين وسائل المداعبة هذه وبين الأوقات القليلة التي يحاول فيها طفلك النوم بمفرده..